لكنّ هذهِ الأشكال يجبُ أن تُخترع: عن التنظيم الذاتي
آب 2021
قيمة المعرض الضيفة: اديل جرار
الحدث الفني المرافق من تنسيق: جود تميمي
الفنانين والمجموعات الفنية والفضاءات الفنية المشاركة
فضاء لابسُس الفني (رومانيا)، فضاء 52 الفني (اليونان)، دانيال الياس (فلسطين)، معتصم صيام (فلسطين)، جنى نخال وأشرف مطاوع (لبنان)، زياد نايت عدي (المغرب)، اِيْ. بي. سي. تعاونيّة الكتب الفنية (عدة دول)، مجموعة دْروس الفنية (بريطانيا)، شربل الخوري ومونيكا بصبوص (لبنان)، حراك صدى (فلسطين)، ملاك عبد الوهاب (فلسطين)، جود التميمي (الأردن)، إنجي محسن وسكينة جوال ومحمد عبدالكريم وموني ستوديو (مصر، المغرب، مصر، فلسطين)، دونغوان كام (كوريا الجنوبية)، التعاونية الهندسية الأولى -ماجد دغلس وحنين نزال- (فلسطين)، تعاونية إم عودة الزراعية -مجدي حبش وميشيل طنوس- (فلسطين)، بنجي بوياجيان (فلسطين)، أمنية صبري (مصر)
فريق الإنتاج: اديل جرار وعاكف دراوشة
تصميم جرافيكي وهوية بصرية: أميمة دجاني
تحرير وترجمة مواد المعرض: محمد أمل نزيه
لَكنَّ هَذهِ الْأَشْكَال يَجْب أَن تُخْتَرع
عَنْ التَّنْظِيم الذَّاتِي
هَلْ لَنَا أَن نُنَظّم أَنْفُسنَا فِي أُطرٍ مُخْتَلِفَة؟ وَمَا هِي الْأشْكَال الطُّوبَاويَّة المُسْتَقبَلِيَّة النَّاتِجة عَن هَذِه الأُطُر الْقَاعِديَّة؟ هَلْ يُمْكِنُنا التَّفْكِير بِمِخْيَال اِجْتِمَاعِيّ آخر يتمخّض عنه مَا نَنْشد مِن أَشْكَال تَنْظِيميَّة مُتَوَاشِجَة ومَا يَنْبَثِق عَنها مِن آثار؟ وَكَيْف مِن الْمُمكِن تَكويِن تَنْظِيم ذَاتِيّ يَعْتَمد عَلَى عَمَلِيَّاتِه الدَّاخِلِيَّة؟
’لَكنَّ هَذهِ الْأَشْكَال يَجْب أَن تُخْتَرع‘، هو مَعْرِض ومُحاولةُ بَحْثٍ فِي أَشْكَال التَّنْظِيم الذَّاتِي، التي يَنْطَلِق بِهَا مِن الْمَجْمُوعَات الْفَنّيَّة وإِليها، لَا سيَّما المُسْتَقِلَّة والْمُنَظَّمَة ذَاتِيًا مِنها، مَارًّا بِضرُوبٍ تَنْظِيميَّة أُخْرَى فِي الْمُجْتَمع، مِثل التَّعَاوُنِيَّات الزِّرَاعِيَّة وَالإِنْتَاجِيَّة. يُحَاول الْمَعْرِض طَرْح طَيّف مِن أَشْكَال التَّنْظِيم مُضيئًا عَلى تَفَاصِيل مُحدّدة مِن نَماذِج الْمَجْمُوعَات الْمُنَظَّمة ذَاتِيًا، مِنْها: التّمويِل، وَأَدَوات الإِنْتَاج وَالتَّوَاصُل، وَعَلَاقَات الْقوّة، وَاسْتِدَامة التّنْظِيم، وَأَشْكَال الْمُنْتَج الثَّقَافِيّ
يُقَارِب الْمَعْرِض جُملةً مِن الرُّؤى فِي مَوضُوعة التَّنْظِيم الذَّاتِي مِن خِلَال ثَمَانية عَشر عَمْلًا، وَبَحْثًا، وَتَدَخُلًا فَنْيًا، مُنْجزًا أَوْ قَيْد الإِنْجَاز، تَتَقَاطَعُ فِي مَا بينها مِن حَيْث الشَّكل، والْموَاد التَّنظيريّة، وَمنَاطق التَّدخُل التَّطْبِيقي رَغْم اِخْتِلَاف حُقُولِ عَملِها. أَرَاد الْمَعْرِض، مِن اِخْتِيَار الأَعْمَال الْمُشارِكة وَتَطْوّرِهَا، الْوُقُوف عَلَى قِيَم التَّنْظِيم الذَّاتِي، فَشَمِل دَعمه مَشَارِيعًا اِسْتِخْدَمَاتِيَّة، أَوْ غيْر فنّيَّة، بِالْمَعنَى الْمألُوف، بُغْيَة تَوطِيد وُجُود المَجْمُوعَات المُنَظَّمة ذَاتِيًا أَوْ التَّعْرِيف بِحدِيثةِ النَّشأةِ مِنْهَا، عدَا عَن تَوْفِير الْحيّز التَّجْرِيبِي لها، الذي عادةً مَا يَكُون مُكْلِفًا لِمثلِ هَذه الْمجْموعَات؛ لِذا نَجدها تُفكر مَليًّا قَبل خَوضِ أيّ تّجْرِيب؛ لِما قَد يَنْثني عَليه مِن أَثرٍ علَى شَكْلِ أَعْمَالِهَا وإِيقَاع تَطْوُّرِهَا، فَهي وَقبل كُل شيء مَجْمُوعَات مُسْتقلَّة وَانْتِقَائيّة فِي طُرق الدّعم الْمَادي الْتِي تَنْشد
عَمِدَ الْمعَرِض أيْضًا لدَفْع الْعَمَليّة الْقَيّمية خَارج حُدود الإِملَاء إلى حيّز الدَّعْم والتَّوسط البنّاء للْخُرُوج بِرُؤيّة حِيال مَا يمكن أَن تَتْطوّر عَنه الأَعْمَال عُضْويًا وَطَبِيعيًا دُون دَفْعهَا نَحْو أَهْدَافٍ بَائِتة؛ ما أَثمر تَغييرًا كُليًّا فِي فكرة بَعض الأَعْمَال عَن شَكلها الأَوْلي فِي طَلَبَات التّقْدِيم. يَسْعَى الْمَعْرِض بِهذِه الْخطوة لِتحويل الدَّور الْقيمي العَموديّ إِلى دَورٍ أُفقي الْفِعل والتَّفاعل. وبالْفِعل، شَهد التّفاعل مع عدة أَطرَاف مُشَاركة فِي عمليّة إِعدَاد الْمعرِض، لَا سيَّما الْفضَاءات الْفنّيّة الْمُشَاركِة، تَبَادُلًا لِلْمُسَاعدة الْمَاديّة والْخدَماتيّة ضِمن أُطُر مُنَوَّعَة. حُكِمت هَذه الْمُحَاولَات، بالطّبع، بالسَّقف الزَّمنيّ الْمُفْتَرض لِلْعَمل عَلَى الْمَعْرِض وَالظّرُوف الْخَاصَّة بِالْمنَاطِق الجّغرَافيَّة لِلْجِهَات الْمُشَارِكة
وُزِّعَت أَعْمَال الْمَعْرِض، بِحُكم تَقَاطُعِ ثِيماتِها الْفرعيّة فِي سِتّة فُصُول، هِي (1) ’تَنْظِيم قَيْد التّجريب‘؛ (2) و’مَاذَا عَن الْخِرَاف؟‘، (3) و’الْحَاكُورة كَبُنية تَحْتيَّة لِلاسْتِلْهَام‘، (4) وَ’التنْظِيم الشَّبَكيّ‘، (5) و’لَعب؟‘؛ (6) و’كَيْف نَتنَظّم؟ مُمَارسَات تَنْظِيميّة فنّيّة
فُصُول الْمَعْرِض
مَاذَا عَن الْخِرَاف؟
يَضم فَصل ’مَاذا عَن الْخِرَاف؟‘ ثَلَاثة أَعْمَال مِن مُنْطَلقَات مُخْتَلِفَة، تُحاوِر مُحاولَاتٍ تَنْظِيميَّةٍ ذَاتيَّة نَجَحتَ وَأُخْرَى فَشِلَت، وهو أيْضًا مَحَاولة لَا تَخلو مِن التّهكّم فِي مُقاربةِ لِمَوْضوعة التَّنظِيم. يَعرض عَمْل بنجي بوياجيان وَصَدِيقِه حسن زواهرة ’حُلْم مِن أرضٍ وخِراف‘ تَجْرُبَتَهُمَا الشّخْصيّة فِي التَّنْظِيم الذَّاتِي لِخْلق شَكْلٍ طُوباويّ يُكَامِلَان بَعضهمَا مِن خِلَاله بِالتّفْكِير النَّظَريّ، والخِبْرة والمِرَان اليَدويين، وَرَأس الْمَال وَالأَرْض، فِي مَشْرُوعٍ مُشْتَرٍك يَعُود عَلَيهمَا بِالرِّبح وَالْغِذَاء النَّظِيف. فِي مَكَانٍ مُهْملٍ بِيئيًا يَبنْيَان يُوتُوبياهمَا حَدِيقةً تُسْهِمُ بِتأَمِين مَسيرة تَعْلِيم بَنَات حسن الْجَامِعيَّة وَعِدةٌ مِن أُمُورٍ أُخَر. مِن يُوتُوبيا بوياجيان وَزواهرة فِي قَريّة الْمعصرة فِي فِلَسطِين الْمُحتلَّة، يَنْقلنا مَشْرُوع زياد نايت عدي ’الغائِبون: فَصلٌ آخر‘ إِلى تَفْكُكِ مَجْمُوعَات كَانت تَعيش يومًا فِي جِبَال الأَطْلَس، لكنها اخْتفت، حياةً وخِرَافًا، لِتنصهِر فِي سُوُق الْعَمَل. رَغمَ تَفكُكِها لِعدم قُدرتها على تَأمِين سُبل الْعيْش الْكَريم لأَعْضائِها وعُضوَاتِها، بَقيت صُورة لِجمَاعة تحيى بَعيدًا عَن النَّظامِ الِاقْتِصَادِي كَإحْدَى تَمْثيِلات الْغرَابة المُغويّة لِلْصَحَافة وَالسُّياحةِ الْعابِرَتيْن. أَخْيرًا، يُعيدُنا عَمل ملاك عبد الوهاب التَّرْكِيبي، ’خِراف تَقطع الأَسفلت إِلى غضِّ الْخضرة الشّهيّة‘ إِلى الْخِراف بِفْكرةٍ مُستقاةٍ مِن عِلم نَفْس الْحَيوان مَفادُها ألَّا طَاقة لِلْخِرفَان عَلى عَيْش الْوحدة، فإِن لمْ تُربّى في قطعَان أوْ أزوَاج، هُرِع مُرَبُوهَا وَمُرَبِياتُهَا لِلْمَرَايا لِكسْر وِحشْة الْخرُوف الْوَحِيد! لَا يَكْتمِل اسْتِنطَاق هَذا الْعَمل دُون اسْتِحضارْ فِكرة الْمُجْتَمع الْكَارِيكَاتُوري، الذِي لَا ينقصه من شَكْليات الْمُجتمَع شيء، أمَّا على صَعيد الْقيم الْاِجتِمَاعيّة أَوْ عَمليَّات الدَّعم التي تُعطي لْلمُجتمع مَعناه ولِصُورته أبْعَادها الْحقيقيَّة، فيَنقصه كُل شَيء
تَنْظِيم قَيْد التَّجْرِيب
يَضم فَصْل ’تَنْظِيم قَيْد التَّجْريب‘ بَحْثَين فَنْيّين قَيْد الْخلق لِـلتعاونية الهندسية الأولى، وَهِي نواة تَجْريبيَّة لِمجمُوعة مُكرّسة لِلْعَمل التّعاونيّ الْهَنْدسي. ضِمن إطَار مَعْرِض ’لَكنَّ هَذهِ الْأَشْكَال يَجْب أَن تُخْتَرع‘، يَسّرت التّعاونيّة، عَلى يَدِ الْمُهندس ماجد دغلس، جُملةً مِن الْحِوَارَات بَيْن مُهْندِسَاتٍ ومُهَنْدِسِين وَمُنظِرِين وَمُنظِراتٍ مِعْمَارِيين وَمِعْمَاريّات تَـ/يشْغلهن/ـهم هَوَاجِس وقَضَايًا مُشْتركة، لِاستِقصاء أَهميّة وُجودِ مِثل هذه التَّعاونيَّة أَوْ الاِنْتِهَاء لإِن لا أَهميَّة لها. يشْتَمل الْفَصل أَيْضًا علَى عَملٍ فَنّي تَرْكِيبيّ تَجْرِيبيّ بِعُنْوَان ’تابو‘ لِـــحِرَاك صَدى الفَنّيّ، تَخْتبِرُ الْمَجموعة الشَابّة المُنظَّمة ذَاتِيًا مِن خِلَاله فِكرة التَّخَفِّي سبِيلًا لِلْتَواصُل الْحَقِيقي بِاتِخاذِ الأَقْنِعة أَدَاة لِلْثورة عَلى التَابُوهاتٍ فِي سِيَاقَات اِجْتِمَاعِية وَسِياسيّة مُخْتلِفة فِي مَدينةِ الْقدس الْمُحتلَّة
الْحَاكُورة كَبُنية تَحْتيَّة لِلاسْتِلْهَام
يَضُم فَصل ’الْحَاكُورة كَبُنية تَحْتِيّة لِلاسْتِلْهَام‘ ثَلاث تَدَخُلَات فَنّيَّة مُلْهِمة، وَتَسْتَلْهِم مِن الأَرْض والتّنظيم الذّاتي. أوّلها فِيديو تَسجِيلي بِعنوَان ’حَدِيقة إِم عُودة‘ يَتناول تعاونيّة إِم عودة الزّراعيّة مُذ نَشْأتها بالتَّوازي مَع التّرويج لهَا وَلِما تُمثّله مِن قِيَم تَنظيميّة. مِن وَسط مدينة رَام الله، فِلَسْطِين الْمُحتلَّة، يَأْخذنا الْعمَل الثَّاني، ’سَحَابة تَمرّ عَبر شَجْرَات الزّيتون‘ لِلْفنَّانة أمنية صبري إِلَى أرضٍ زِرَاعيّة عَلى طَريق الإسْمَاعيليّة الصّحرَاوي، مِصْر. يُوثّق الْعَمل، الذي يُشكّل حَلَقة ضِمن مَشرُوع بَحثيّ بدأ مُذ عام 2019، لِمزرعةٍ تأسّست عام 1992 اسْتِثمَارًا صَغيْرًا لِأُسرة شاميّة الجّذور. فِي مُتابعتِها لِسيرة الأَرض، تَتفكّر أمنيّة بأَشْكَال الْعلاقات الْمرتبِطة بِهَا وَمَدى اسْتِدَامتها مُقارنةً بالْمؤسّسة الْفنيَّة عَبْر اِسْتِقائِها مِن خِبْرَتِها الْعَابِرة فِي الْعَمل الْمؤسّسَاتي. أمّا ثَالِث مَضمومَات الفصل، فَتدخّلٌ حِواريٌ بِعنوَان ’مُؤتَمر الْعونة‘ يُقارِب الاِقتِصاديّات التّحرّريّة الْمُرتبطة بِالْأَرْض وَالزّرَاعة، نسَّقته الْفنَّانة جود تميمي لِيكون أيضًا حَدثًا مُرافقًا لِافْتِتاح الْمعرِض
التَّنظِيم الشّبكيّ
يَدُور هَذَا الْفَصْل فِي فَلك أَرْبَعة تَدخُلات فَنّيّة تَسْتَخدِم التِّكْنُولُوجِيَا بِاعْتِبارِها أَدَاة تَنْظيميَّة، سوَاء لِلْتصميم أو التّواصُل وَالتّثْوير مَع التّفكر بِقُصُور التِّكْنُولُوجِيَا فِي جَوانِب مُعيِّنة. ففِي عَمل تَرْكِيب الْفِيديو ’عَشيرة بَبْجِي سي‘ (POPG Clanc)، لِلْفنَّان شربل الخوري والفنَّانة مونيكا بصبوص، يَدْرُس الْفَنّانَان التّغيرَات التي طَرَأَت عَلَى مَجْمُوعة على تَطْبِيق واتساب، أُنْشئت فِي الْبدء لِجَمعِ هُوَاةِ وَهَاوياتِ اللُّعبة الشّهيرة بَبْجِي (PUBG) وَتَنْسيق مَواعِيد اللَّعِب، لَكن سُرعَان مَا تغيّرت غَاية الْمَجموعة مَع بِدء الثّورة اللُّبْنَانِيَّة، إِذ صُيَّرت المَجْمُوعة وَسيلةً لِتَنْظِيم عُضْواتِها وأَعضَائِها أثْنَاء الثّورة، فبدلًا مِن تَنسيق أَوْقات اللّعب غَدت تُنسّق مَواقِيت الْخُرُوجِ إلى الطّرقَات، عدَا عن تَوفِيرها مَسَاحة لمُتَابعة مَا يَحْدُث فِي الْميدَان
يَطُوف بِنا الْعَمَل الثَّاني ’طاقة تَطوف‘، لِلْمُصمم دانيال الياس، عَبر بَرَامِج الْمُحَاكَاة الْمُحوْسبة وَبرَنَامج راينو فِي دِرَاسةٍ لِأَشْكَال التَّنْظِيم الذَّاتي فِي الطّيور الْمُهَاجِرة وكَيْفِيَّة حِفظِهَا طَاقَتِهَا؛ ليَسْتَلهِم مِنْها حَلًا رؤيويًا بِتوظِيف الْخيَال الْعِلْميّ لمُشْكِلة اِنْقِطَاع الْكَهْرُبَاء فِي الْقُرى الْفِلَسْطِينيَّة واِرتِهَان بَعْضِهَا لِلاسْتِعمار الصّهيونيّ مزوِدًا لِلْطَاقة
فِي قِسمه الثَّالث، يَضعنا الْفصل أَمَام عَمل ’أرْسِلــيـه-لأصْدِقَائك-وصَديقَاتك.كوم‘ (sendittoyourfriends.com) لِلْمُصمم دونغوان كام مِن كوريا الْجَنُوبيَّة. فِي خِضم الْمُظاهرَات التي شِهدتهَا هونغ كونغ بَيْن عَاميّ 2019–20، أَخرج المُصمّم عَمَله عبر تَوْظِيف تَقْنِيَّات الطِّبَاعة الثُّلَاثِيّة الْأبْعَاد، والْبيانَات، وَالْمَوَاقِع الإِلْكترونيّة لُيمكّن المُتظَاهرات والْمتُظاهرين مِن الْحصُول علَى قِطْعة لِغَسل الْعُيون مِن أَثر الْغَاز الْمُسِيل لِلْدُمُوع. بِبِضعِ تَكَّاتٍ، تَمكَّن أُلوفٌ مِن الْمشْتَبِكَات والْمُشتَبكين فِي مُختلِف أرْجاء العَالم الاِسْتِفَادة مِن هذه الْقِطْعة
يَصل الْفصل لِختامه مَع عَمل ’دَلْيل اِيْ. بي. سي. فِي التّنْظِيم الذَّاتِي: نَصٌّ تَشَارُكِي التَّجمِيع‘، وَهُوَ كِتَاب فَنّي فِي التَّنظيم الذَّاتي صَادِر عَن اِيْ. بي. سي. تَعاونيّة كتب الفنّانين بِالتَّعَاون مَع مُنَسّقة الْكِتَاب الضّيفة، الْفَنّانة اللّبنانيّة آلاء منصور التي سَتُتِم عَمليّة الطِّباعة عَبْر الإنترنت خِلَال الْمَعرِض بِواسِطةِ طَابِعَةِ زِيرُوكس—أَبْيض وَأَسْود—مَوْجُودة فِي فَرَاغ الْمعْرِض الأَبْيَض لِهذَا الْغَرض
لعب؟
يَعرِضُ هَذَا الْفَصل تَدَخُلين فَنيين، يأَخذنا أَوّلهما، ’مَتَاهة الفنّانات والفنَّانين–أَقْبِيَة الأَرْض المُسَطَّحة‘، لِـفضَاءِ لَابْسُس ذَاتيّ التّنظِيم، فِي لُعبّة جَماعيّة تـ/يَخَتَبِرُ لَاعِباتِها ولَاعِبيها مَهَارَاتِهن/ـهم الشَّخْصيّة فِي تَكْوين شَخصيَّات رَمزيَّة وَتَحرِيكهَا، لِتَتَعَاون فِي مَا بَيْنهَا عَبر مزجِ مَهارَاتها لِتَحْقِيق هَدَف مُوحّد، والْخُرُوج مِن الْمتَاهة. تُقدّم اللّعبة شَكْلًا بَديلًا عَن الألْعَاب الجمَاعِية فَرْديَّة النّزعة الْتي لَا مَكان فِيها لِغيْر فائز/ة وَاحِد/ة. فِي مقلبٍ آخر وبِمقاربةٍ لَعوبة، يَطْرُق الْعَمَل التَّركِيبيّ، ’اِسْتِحْوَاذ الْجَمَاد‘، لِلْفَنّان معتصم صيام مَوضوعًا فِي غَاية الْجِديّة، ألا وهُو تَخْطِيط الْحَيّز الْمَدِينِي فِي الْقُدس الْمُحتلَّة، وَما يَتمخض عَنه مِن مَشاكِل يَوميَّة بَين أَهَالي القدس، حَتَّى بَين أَبْنَاء الْحي الْوَاحد لِعدمِ تَوافر مَواقِف مُنظّمة لِلْسيارات. وَيُوثّق صيام أيضاً أَشْكَالًا وأَلْوَانًا مِن طُرق الْمقْدِسيين والْمقدسيّات في تَحْدِيد مَصفّات سيّاراتهم/هن بِالْقُرب مِن مَنَازِلِهم/ـهن فِي فَضَاء يَقْبَع تَحْت الاِسْتِعْمَار. ويقُودَنا الْعمَل نَحو أَسْئِلة عَن إِمْكَانية دَمْج هَذِه الْمُلْكِيّات الْخَاصَّة وَالْفَرْدِيَّة الضَّيقة فِي شَبكة جَامِعة وَتَحْوِليهَا لِتَخْطِيط مَدِيني مُقَاوِم
كَيْف نَتَنظّم ذاتيًّا؟ مُمَارسَات تَنْظِيميّة فَنْيّة
يَأَتِي هَذا الْفَصل فِي أرْبعةٍ مِن الأَعمَال الْفنّيّة، أوّلها ’حِوَارَات يُنظّم إِيقَاعها الفنَّانات والَفَنَّانُون‘ مِن تَنْسِيق الْفضَاء الْفنيّ سبايس52 فِي شَكلِ خَريطةٍ تَحْوي خُلاصة حِوَارَات وَأَحَادِيث أَجْرَاها سبايس52 مَع فَضَاءَاتٍ فَنّيّة أُخْرَى بِشأن التَّنْظِيم الذَّاتي فِي مِضْمَار الْفُنُون. يأخذنا بَعد ذلك عَمل الْفِيديو التّركِيبيّ وَالْكُولَاج، ’عن القوة: اللعب بِالدِّيناميَّات: ليش سلّتك فاضية؟‘ لجنى نخال وأشرف مطاوع، فِي مُقَاربة لِعَلَاقَاتِ الْقُوَّة وَالسّلطة دَاخِل الْمَجْمُوعَات، وَالْمَرْجِعيّات الْبَصَرِيّة وَالتَّارِيخِيّة التي تَنْطلق مِنْهَا تَصورَاتُنا عَن المُسْتَقْبَل مِن مَنْظُور نِسْوِي. لَمْ يُكْتَب لِشق الْفيديو مِن الْعمل الاِكْتِمَال جرَّاء الْوضع الْكَارِثيّ فِي لُبْنَان؛ لِذا اِكْتَفينا بِعَرْضِ مُلَاحظَات الْمُخرج مطاوع وَالنّصّوص التَّحْضِيريّة لِلْفِيديو
تُقدّم المَجْمُوعة الْفَنّيّة التَّجْرِيبيّة دروس عَملها ’تَلْميح//تَصْريح‘ فِي جُملة مِن الْمُلصقَات الدِّعائية لِيكون رَابع مَحطّات هذا الْفصل، وبِه تَبوحُ لنا الْمَجمُوعة الْمُكوّنة مِن عُضوات وأَعْضَاء مَجْهُولِي/ات الْهُويَّة يَعْمَلُنّ/ون فِي مُؤسّسات فَنّيّة كُبرى فِي الْمَمْلكة الْمُتَحِدّة بِبَعْض أَسْرَار هَذِه الْمُؤسّسات مَع تَوجيِه النّقد الدّاخليّ لها. كذلك، تَسْتَخدم الْمَجْمُوعة أعْمالَها لِلْتواصُل مع سَائِر الْعَامِلات والْعَاملين فِي هَذِه المُؤسّسَات لِحضّهن/ـهم علَى الِانْضِمَام إِلى هَذا الْخَط التَّمَرُديّ عَبر اتِبَاع اِستْرَاتيجيّة التّغلغل (Entryism). تُواصُل دروس بَحثها فِي مَجْمُوعَاتٍ أَخرى تَعْتَمد التّنظِيم الذّاتِي مَع اِتخاذِهَا تَجْرُبة التَّيَارِ الْمُنَاضِل (Militant Tendency) نُقطة اِنْطِلَاقٍ لَها. يحطُ هَذا الْفَصْل رِحاله مَع الْعَمَل التَركِيبي البَحْثيّ ’ماشي ماشي أو بعبارة أخرى لا يعمل‘ لِلْفَنّانين/ـات انجي محسن، وموني ستوديو، وسكينة جوال، ومحمد عبد الكريم. يَشْتَمِل الْعَمل عَلَى مَجْمُوعة مُخْتَارة مِن الْمُصطَلَحَات الْمُتَعَلِقة بِالمُمارسَات الْفَنيّة التَّعَاونيّة وَمَا يُقابِلهَا فِي الْعَربيّة الْمحكيّة فِي فِلَسْطِين الْمُحتلَّة، والْمَغْرب، وَمِصر. فِي ذات السّياق، يَطْرح محمد عبد الكريم بَعْض الْمُصْطلحَات الدّاعِية لِلْتَفكّر فِي التّصوْرَات اللّغويّة بّيْن الْمؤسّسة وّالْمُثقف/ـة فِي الْمَجَال السّياسي وَالثّقَافيّ
بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان عبر الدورة الثانية من منحة مشروع “الفنون البصرية: نماء واستدامة” والممول من السويد